القائمة الرئيسية

الصفحات

التعلم النقال

 يشهد القرن الذي نعيشه حاليا نهضة تكنولوجية سريعة في شتى المجالات، مما دفع المفكرين والتربويين لمتابعة مستجدات ما تطرحه الثورة التكنولوجية الكبيرة، والاستفادة من مخرجاتها وتوظيفها في تنمية المجتمعات، وتربية وتعليم الأفراد، ليكونوا نافعين في مجتمعاتهم.


mobile



ويعد مجالا الاتصالات من أهم المجالات التقنية السريعة النمو والتقدم، حيث إنه يتميز بكثرة أعداد المستخدمين في شتى انحاء العالم، حيث أصبحت أعداد أجهزة الهواتف النقالة المستهلكة عالميا أكبر عدة مرات من مجموع أعداد أجهزة الحاسب والتلفاز معا.

وأصبحت الأجهزة التقنية تتنقل مع الأفراد، وتُحمل بأيديهم ويمكن وضعها في جيوبهم لصغر حجمها ويأتي الهاتف النقال في مقدمة تلك الوسائل، ويعود السبب في سرعة انتشار الهواتف النقالة الذكية إلى تماشيها مع احتياجات المستخدمين، وازدياد قدرتها التخزينية والبرمجية ما سمح لها بتخزين وتشغيل برامج تطبيقية مختلفة.

فقد أدى التطور الكبير في تقنية المعلومات والاتصالات وانتشار المعرفة الالكترونية بين طلاب المدارس والجامعات إلى ظهور أشكال جديدة من نظم التعليم، وتطور مفهوم التعليم الالكتروني وتميزت أدواته باستعمال الانترنت، وتم استثمار تطور تقنيات الاتصال اللاسلكية في ظهور مفهوم جديد هو أنظمة التعليم النقالة (Mobile Learning Systems). 

ويسهم الاستخدام الفعال لتكنولوجيا التعلم النقال في العملية التعليمية في زيادة الفاعلية لدى المتعلمين، ولا سيما الطلبة غير القادرين على الاندماج في التعليم التقليدي، فيؤدي إلى الارتقاء بأدائهم، والاهتمام بتفكيرهم، فهو يكسر الحاجز النفسي تجاه عملية التعلم، ويجعلها أكثر جاذبية، ما يؤدي إلى حل الكثير من مشكلاتها. 

صار التعلم النقال نسقا تعليميا فاعلا في كثير من الدول والأنظمة التعليمية حول العالم، ويأخذ به لحل الكثير من المشكلات التعليمية، لذلك كان هذا البحث لإلقاء الضوء على الهواتف النقالة والذكية وأهمية استخدامها في العملية التعليمية، وتحديد خصائصها ومميزاتها، وأنماط التعلم الخاصة بها، والعوامل التي تعيق استخدامها، وتحديد تطبيقاتها التي تدعم أصحاب الهمم وتساعدهم على الانخراط في العملية التعليمية.

ظهور الهواتف النقالة والذكية

تم إطلاق أول هاتف نقال عن طريق شركة «موتورولا» الأميركية في عام 1983، وهو طراز دايناتاك 8000 إكس (DynaTAC 8000X) الذي استغرق تطويره 15 عاما، وبكلفة 100 مليون دولار. كان وزنه 1.3 كيلوغرام. وتطورت الهواتف النقالة بعد ذلك من مجرد أدوات للتحدث بين طرفين إلى شاشات رقمية، ثم أتاحت بعد ذلك تبادل الرسائل النصية، واستخدام الألعاب الإلكترونية ووسائل الترفيه الأخرى كالاستماع إلى بث الراديو، والتقاط ومشاهدة الصور والفيديو ومشاركتها مع الآخرين، والاتصال بالإنترنت، وتحولت لمساعدات رقمية شخصية PDA. (سعيد، 2011)

وقد ظهرت الهواتف النقالة الذكية للمرة الأولى عام 1992 عندما أصدرت شركة IBM هاتف سايمون Simon، الذي لم يقتصر دوره على تلقى المكالمات، بل شمل أيضا وضع الجداول الزمنية والتوقيت العالمى ودفتر العناوين والمفكرة والبريد الإلكتروني. وحدثت ثورة كبيرة في الهواتف الذكية عام 2007 مع ظهور هاتف أبل آيفون Apple iPhone، وشهد عام 2008 طفرة اخرى في عالم الهواتف النقالة الذكية بظهور نظام التشغيل مفتوح المصدر Android  والمدعوم من شركتي Google، و HTC و Intel، وشركات أخرى.



إمكانات الهواتف الذكية

تتمتع الهواتف الذكية بالعديد من الإمكانات التي تؤهلها للاستخدام التعليمي. وهي:

خدمة الاتصال الصوتي:

اعتمادا على شبكات الجوال المنشرة في جميع أرجاء العالم. وتستخدم تعليميا للتواصل بين المتعلمين وبعضهم البعض، وبين المتعلمين والمعلمين في غير أوقات الدراسة.


خدمة الرسائل القصيرة (SMS):

يمكن للهواتف النقالة والذكية تبادل رسائل نصية قصيرة فيما بينهم لا تتجاوز حروف الرسالة الواحدة 160 حرفا، بالاعتماد على مشغلي شبكات الهواتف النقالة. وتستخدم الرسائل القصيرة تعليميا لتبادل الأخبار التعليمية القصيرة، ونشر التنويهات، والأحداث التعليمية كمواعيد الاختبارات والأحداث الهامة.

خدمة الوسائط المتعددة MMS:

خدمة يوفرها مشغلي شبكات الهواتف النقالة، تمكن المستخدمين من إرسال واستقبال الرسائل متعددة الوسائط MMS، التي تتضمن صوتا وفيديو بدلا من الرسائل النصية التقليدية. وتستخدم تعليميا لتبادل الدروس والحصص المصورة والتجارب العلمية بين المتعلمين.

خدمة الاتصال بالإنترنت:

توفر شبكات الجيل الثالث 3G، والجيل الرابع 4G من شبكات الجوال اتصالا فائق السرعة بالإنترنت للأجهزة النقالة والذكية على اختلاف أنواعها، ما يجعلها على اتصال دائم بالإنترنت بتكلفة معقولة. وتستخدم تعليميا للبحث عن المعلومات المختلفة وتجعل المتعلمين على اتصال دائم بالإنترنت.

خدمة البلوتوث Bluetooth:

البلوتوث تقنية اتصال لاسلكية تمكن من ربط مجموعة من أجهزة مع بعضها البعض بروابط لاسلكية في مدى قصير، وتمكن من نقل الملفات بين الهواتف والأجهزة النقالة، وبين هذه الأجهزة، وأجهزة الحاسب المختلفة لاسلكيا في حيز مكاني صغير. وتستخدم تعليميا لتبادل الملفات التعليمية وملفات الوثائق والوسائط بين المتعلمين في الفصل الدراسي.

التراسل الفوري Instant Messaging:

بالاعتماد على التطبيقات الشائعة التي تعتمد على الاتصال بالإنترنت مثل ماسينجر Messenger، وسكايب Skype، واتس اب WhatsApp وغيرها من البرامج والتطبيقات ذات التكلفة الزهيدة للاتصال. وتستخدم هذه التطبيقات تعليميا للتواصل بين المتعلمين والمعلمين في خارج أوقات الدراسة بدون تكلفة.

التصوير الرقمي:


تزود الهواتف النقالة والذكية بكاميرا أمامية وخلفية عالية الدقة، يمكنها التقاط الصور الثابتة والمتحركة، وتحفظها في ملفات رقمية. ويستخدم التصوير الرقمي تعليميا لتسجيل الدروس والحصص الدراسية، ليتم تبادلها بين المتعلمين.

تحديد المواقع الجغرافية GPS:


يمكن عن طريقها تحديد الموقع الجغرافي بدقة عالية عن طريق الاتصال بالأقمار الصناعية. وترتبط هذه الخدمة بتطبيقات الخرائط المختلفة، التي تتيح التعرف على الطرق والأماكن أثناء التنقل والتجوال. وتستخدم تعليميا لتحديد أماكن الأحداث والمواقع ذات الصلة بالعملية التعليمية.

الفوائد التربوية من استخدام الهواتف النقالة والذكية في التعليم:


مما لا شك فيه أن استخدام الهواتف الذكية بضوابط واستراتيجيات تعليمية واضحة يسهم بشكل كبير في إثراء العملية التعليمية وحل بعض مشكلاتها. حدد كل من سالم (2006)، والسنوسي (2013)، استخدامات الهواتف النقالة والذكية، في العملية التعليمية على النحو التالي:
  • يسهل إدخال ودمج الهواتف الذكية في الفصول الدراسية دون إعدادات أو تجهيزات مسبقة.
  • يمكن تخزين الكتب الرقمية، والمذكرات، على الهواتف الذكية، بدلا من حمل الكتب الثقيلة في حقيبة الظهر.
  • يساعد استخدام الهواتف الذكية الطلاب على تحسين مهارات الكتابة اليدوية.
  • يمكن استخدام الهواتف الذكية من تدوين الملاحظات باليد، وبالصوت بشكل مباشر.
  • يمكن استخدام الهواتف الذكية من تسجيل الدروس والمحاضرات بالصوت والفيديو.
  • يمكن استخدام الهواتف الذكية من تصوير ما يكتب على السبورة من خلال الكاميرا التي تزود بها معظم الأجهزة النقالة.
  • يمكن استخدام الهواتف الذكية من العمل التشاركي من خلال تمرير الهواتف والأجهزة الذكية على الطلاب، أو إشراكهم في مجموعات صغيرة لأداء مهام جماعية.
  • يمكن استخدام الهواتف الذكية الطلاب من البحث عن المعلومات على الإنترنت أثناء الحصص الدراسية.
  • يجذب استخدام الهواتف الذكية المتعلمين من الشباب والأطفال ويزيد من دافعيتهم نحو التعلم.
  • تستخدم الهواتف الذكية كتقنية مساعدة للطلاب الذين يواجهون صعوبات في التعلم.
  • تمكن الهواتف الذكية الطلاب من التواصل الدائم مع المعلمين.
  • تمكن الهواتف الذكية الطلاب وتساعدهم على التعلم الذاتي.
  • تخلق الهواتف الذكية عند استخدامها تعليميا أساليب تعليمية جديدة كالتعلم بالترفيه، والتعليم التعاوني، والتعليم عن بعد.

تعليقات