القائمة الرئيسية

الصفحات

التكنوولجيا والتعليم

 لقد دخل الكثير من المصطلحات الحديثة على مفهوم التربية بسبب التغيرات والتطورات المستمرة والسريعة وبسبب الثورة العلمية الهائلة، فقد ظهر مفهوم تكنولوجيا التعليم الذي يرتبط بشكل مباشر بمختلف عناصر العملية التعليمية، إلا أنه مازال هناك خلط كبير في مفهومه مع بعض المفاهيم الأخرى.


education technology


مفهوم التكنولوجيا

هناك رأيان في معنى كلمة تكنولوجيا Technology فالرأي الأول يقول بأنها كلمة يونانية الأصل مركبة من جزئين الجزء الأول "Techno" بمعنى (حرفة أو صنعة)، والجزء الثاني "Logy" بمعنى (علم)، فتصبح الكلمة مجتمعةً (علم الحرفة أو علم الصنعة). والرأي الثاني يقول بأن الجزء الأول من الكلمة "Techno" مأخوذ من الكلمة الانجليزية "Technique" والتي تعني التقنية أو الأداء التطبيقي، وبهذا يصبح معنى التكنولوجيا (علم التقنية أو علم التطبيق)، وبهذا فإن التكنولوجيا هي العلم الذي يهتم بتطبيق النظريات العلمية ونتائج البحوث في مختلف المجالات: الطبية، الصناعية، التجارية، الزراعية، التربوية والتعليمية.

إلا أن هناك خلط لدى كثير من الناس بين مفهوم التكنولوجيا الصحيح وبين الأجهزة والأدوات الحديثة، وذلك بسبب ظهورهما في نفس الوقت تقريباً في القرن العشرين. إلا أن هذه النظرة القاصرة للتكنولوجيا حصرت معناها في المنتجات "Products" فقط وأغفلت جانب العمليات "Process" الذي يعطي التكنولوجيا معناها الدقيق حيث أنها عمليات وتطبيق لحقائق للوصول إلى أهداف ومنتجات.

 

تطور مفهوم تكنولوجيا التعليم وأسسه النظرية

تعود بداية تكنولوجيا التعليم إلى بدايات القرن العشرين، حيث مرّت بالمراحل التالية:

حركة التعليم البصري:

وتعتبر بداية تكنولوجيا التعليم وكانت بدايتها في العشرينات من القرن العشرين، ويعتمد مفهوم التعليم البصري على استخدام حاسة البصر من خلال المواد البصرية في التعليم، وكانت تعتبر هذه المواد والوسائل معينات تدريس.

حركة التعليم السمعي البصري:

وهنا تم الاهتمام بحاسة السمع بالإضافة للبصر بسبب تطور العلوم واكتشاف عملية تسجيل الصوت وظهور الصور المتحركة الناطقة وذلك في أربعينات القرن العشرين.

مفهوم الاتصال:

بسبب تطور مفاهيم الاتصال الكبير تم إدخالها في مجال التعليم مما كان له أثراً واضحاً في ظهور الأسس النظرية لتكنولوجيا التعليم، حيث أُدخلت بعض مفاهيم الاتصال مثل: العملية، النماذج، بالإضافة إلى عناصر عملية الاتصال الأساسية (المرسل، المستقبل، الرسالة، قناة الاتصال)، وبهذا ظهر مسمى وسائل الاتصال التعليمية واعتبرت عناصر عملية الاتصال مكونات في مجال تكنولوجيا التعليم.

بداية ظهور مفهوم النظم:

بدأ ظهور مفاهيم النظم والتي تؤكد على أن الوسائل السمعية البصرية ليست العنصر الوحيد الأساسي في تكنولوجيا التعليم، بل إنه من الضروري وجود نظم تعليمية، وقد ركز هذا الاتجاه على المنتجات وليس العمليات.

حركة العلوم السلوكية:

أثرت العلوم السلوكية على تكنولوجيا التعليم بشكل واضح من خلال نظرية سكينر "Skinner" للتعزيز الفوري وتطبيقاتها في التعليم المبرمج في بداية الستينات، فقد طورت الإطار النظري لتكنولوجيا التعليم من خلال التركيز على سلوك المتعلم بدلاً من المثير (الرسالة)، واستخدام الآلة لتعزيز سلوك المتعلم المرغوب فيه، وتقويم المتعلم بناء على ما يحققه من أهداف سلوكية.

تصميم التعليم:

بدأت تظهر المواد التعليمية التي تخزن المحتوى مثل أشرطة الفيديو والتي يتم إعدادها لتستخدم مع الأجهزة السمعية البصرية في العملية التعليمية مثل جهاز الفيديو، وفي نفس الوقت تطورت مبادئ التعليم المبرمج بسبب ظهور الفكر السلوكي، فسميت عملية إعداد البرامج والمواد التعليمية باسم (تصميم التعليم)، وهنا بدأ يظهر اتساع ميدان تكنولوجيا التعليم أكثر من الوسائل التعليمية لوجود عمليات التصميم فيه.

مدخل النظم:

بدأ الاتجاه لتعريف تكنولوجيا التعليم على أنها أسلوب منظم في بداية السبعينات مما دعم مفهوم مدخل النظم، فأصبح يُنظر لتكنولوجيا التعليم على أنها أسلوب نظم في تصميم النظمام التعليمي وتنفيذه وتقويمه وتطويره، وأصبح الاهتمام بجميع عناصر هذا النظام وبدأت النظرة إلى مدخل النظم من مفهوم العمليات "Process" بدلاً من المنتجات "Products" وأهمية استخدام نظم تعليمية كاملة بينها علاقات تبادلية وتكاملية وتأثير وتأثّر، وأصبحت النظرة للعملية التعليمية على أنها منظومة وكذلك تكنولوجيا التعليم (منظومة تكنولوجيا التعليم).

التطوير التعليمي:

ظهر مفهوم التطوير التعليمي في بداية السبعينات أيضاً، والذي يؤكد على أهمية مفهوم مدخل النظم فيما يتعلق بعمليات تصميم وتنفيذ وتقويم وتطوير عملية التعليم.

تفريد التعليم:

إن ظهور مفهوم تفريد التعليم أدى إلى الاهتمام بالفروق الفردية بين المتعلمين حيث أن لكل متعلم خصائصه وقدراته واستعداداته، وبما أن التعلم عملية فردية فقد أصبح الاهتمام بالمتعلم أكبر من المادة الدراسية والمعلم، وظهرت استراتيجيات تفريد التعليم مثل التعليم المبرمج، التعلم الإتقاني، التعلم بمساعدة الحاسوب، والتعلم عن بعد.

نظرية المعلومات:

يتضح مما سبق أن تكنولوجيا التعليم استمدت أصولها وأسسها النظرية من مجموعة من الحركات والنظريات التي أدت إلى تكوين الإطار النظري لعلم تكنولوجيا التعليم، ومن هذه الأسس النظرية:

  • التعليم السمعي البصري
  • نظريات الاتصال
  • نظريات التعلم الإنساني
  • مدخل النظم
  • تصميم التعليم
  • تفريد التعليم
  • نظرية المعلومات
  • علم الإدارة
  • نظريات التعليم وتطوير المناهج
  • إدارة التجديدات التربوية

 

ثالثاً: مكونات العملية التكنولوجية:

تتمثل مكونات العملية التكنولوجية في ثلاثة مكونات متفاعلة وهي الإنسان والمواد والأدوات:

الإنسان:

ويمثل العنصر الأهم في التطبيق التكنولوجي باعتباره المصمم والمنفذ والمتحكم في عملية التطبيق لتحقيق الأهداف، فالإنسان هو الذي يكتشف المواد ويبتكر وظائفها وهو الذي يصمم وينفذ الأدوات.

المواد:

وتأتي بعد الإنسان في الأهمية، حيث أنه منذ بداية الخليقة والإنسان يحاول اكتشاف ما حوله وكانت البداية باكتشافه للعناصر والمواد الموجودة في الطبيعة مثل الخشب والحديد، واكتشافه لها هو الذي يحفزه للبحث عن أدوات لتصنيعها أو الاستفادة منها، فوجود مادة الحديد مثلاً جعلت الإنسان يفكر في إيجاد طرق وأدوات لتشكيلها واستخدامها، وينطبق الأمر على المادة التعليمية التي يحفز وجودها لابتكار أدوات إيصالها للمتعلمين.

الأدوات:

نلاحظ أن وجود الأدوات مرهون بوجود المواد فلا يمكن تصنيع الأداة قبل اكتشاف المادة المصنعة منها، لذلك جاءت الأدوات بعد المواد في مستوى الأهمية. وتعتبر الأدوات جميع العِدد والآلات والأجهزة التي تصيغ المادة وتخرجها بشكل يحقق الأهداف.

والخلاصة أن التكنولوجيا هي عملية التفاعل بين الإنسان والمواد والأدوات، وليست هي الأدوات فقط.

التكنولوجيا = تفاعل (إنسان + مواد + أدوات)

تعليقات