القائمة الرئيسية

الصفحات

 ما هو التصميم التعليمي؟

يبحث علم التصميم التعليمي في بناء أفضل الطرق التعليمية لتحقيق الأهداف التعليمية الموضوعية ووصف هذه الطرق لتكون دليل للمعلم يستخدمه أثناء عملية التعليم. 

كما أن تصميم التعليم وثيق الصلة بتصميم المنهج في مرحلة التطبيق، إلا أن هناك خصائص تميز كلٍ منهما عن الآخر حيث يهتم تصميم المنهج بالأهداف العامة والغايات التربوية والعملية التعليمية ككل، أما تصميم التعليم يهتم بأهداف تعليمية محددة تحديداً سلوكياً ويرتبط بتعليم جوانب من المحتوى التعليمي تتفاوت في صغرها وكبرها تبعاً للأهداف التعليمية ونتائج التعليم المراد تحقيقها.

 

instructional design


مفهوم التصميم التعليمي

يمكن تعريف التصميم التعليمي أنه:

عملية وضع خطة لاستخدام عناصر بيئة المتعلم والعلاقات المترابطة فيها بحيث تدفعه للاستجابة في مواقف معينة، وتحت ظروف معينة من أجل إكسابه خبرات محددة وإحداث تغيرات في سلوكه أو أدائه لتحقيق الأهداف المقصودة. (فتح الله، 2009، 163)

الطريقة العملية النظامية المخططة لتناول بيئة المتعلم عن قصد وباختيار الوسائل والأساليب المناسبة لإحداث تغيرات في سلوكه من أجل تحقيق هدف أو مجموعة أهداف محددة وضمن شروط محددة. (فتح الله، 2009، 163)

العلم الذي يصف الإجراءات المتعلقة باختيار المادة التعليمية المراد تصميمها، وتحليلها، وتنظيمها، وتقويمها وتطويرها، لتسهيل عملية التعلم والعليم والوصول إلى الأهداف المرجوة. (فتح الله، 2009، 163)

العلم الذي يبحث في إيجاد أفضل الطرق التعليمية الفعالة التي تحقق النتاجات التعليمية المرغوب فيها وفق شروط معينة، لدى عينة محددة من الطلاب بما يتفق وخصائصهم الإدراكية، مع وضع تصور لهذه الطرق في أشكال ومخططات مقننة تُعد دليلاً للمصمم التعليمي، ودليلاً للمعلم يسترشد به أثناء التدريس. (سالم، 2006، 219)

مهارات التصميم التعليمي

تقوم عملية التصميم التعليمي على ستة مهارات رئيسية هي:

التحليل: حيث يتم تحديد الأفكار الرئيسية والفرعية للمادة التعليمية والأهداف التربوية العامة والخاصة، وذلك بعد دراسة البيئة التعليمية وتحديد الإمكانات المتوفرة فيها والصعوبات وخصائص المتعلمين وقدراتهم واتجاهاتهم.

التصميم والتنفيذ: يتم ترتيب المادة العلمية بطريقة تساعد المتعلم على خزن المعلومات بشكل منظم في ذاكرته، ومساعتده على التعلم في مختلف المستويات العقلية من التذكر والفهم والتطبيق والتحليل والتركيب.

التطوير والإنتاج: يتم تحضير كل ما يلزم لعملية التعليم من أدوات ووسائل، مثل تحديد الميزانية واختيار الوسائل التعليمية، وتحديد المراجع والأجهزة والقاعات والكوادر البشرية.

التنفيذ: يقوم المعلم هنا بتحديد طرق التدريس وما يرافقها من أنشطة ووسائل تساعد على تنفيذ عملية التعليم بشكل فعال مع مراعاة الفروق الفردية وخصائص المتعلمين.

الإدارة: وتشمل كيفية تنظيم العملية التعليمية من خلال رصد مدى تقدم الطلاب ونشاطاتهم والتعامل مع بعض الحالات الخاصة ومتابعتها مما يساعد في تحديد جوانب القوة والضعف في سير العملية التعليمية وتوجيهها بالشكل الصحيح.

التقويم: يتم في هذه المرحلة قياس مدى ما تحقق من أهداف عن طريق استخدام أساليب التقويم المختلفة مثل الاختبارات والأنشطة والواجبات وغيرها.

 

نماذج التصميم التعليمي

إن عملية التصميم التعليمي هي محاولة الوصول لأفضل الطرق التعليمية الفعالة وتصميمها على شكل خرائط مقننة للمناهج التعليمية ليستخدمها المعلم كدليل أثناء العملية التعليمية للوصول للأهداف التعليمية المطلوبة. إلا أنه لا يمكن استخدام نفس النموذج التعليمي لجميع المراحل التعليمية والمواقف التدريسية والمواضيع والبيئات الاحتياجات المختلفة، لذلك تم صياغة العديد من النماذج المتنوعة القائمة على مدخل النظم، ويمكن تصنيفها إلى ثلاثة مستويات هي: المكبر، والمصغر، والعام (المشترك)، وتستخدم نماذج المستوى المكبر عند التعامل مع المناهج والمقررات الدراسية، أما نماذج المستوى المصغر فتستخدم مع الوحدات الدراسية الصغيرة والدروس اليومية، أما نماذج المستوى العام فيمكن استخدامها في الحالتين سواء مع المناهج والمقررات أو مع الوحدات والدروس اليومية. ومن أمثلة هذه النماذج:

نموذج كمب Kemp

وضع كمب نموذجاً وأسماه "تصميم البرنامج التعليمي" حيث يتم التصميم فيه من خلال ثمان مراحل كما يوضحها الشكل التالي:


kemp


نموذج دك وكيري Dick & Carey

يقوم النموذج بتحديد المشكلات والحاجات في بدايته ثم تحديد الأهداف مع مراعاة خصائص المتعلمين والمتطلبات القبلية للتعلم وإجراء تحليل للسلوك التعليمي في كل خطوة كما يوضحه الشكل التالي:


dick&carey

 

التمييز بين التصميم والتطوير

يعتبر التطوير التعليمي هو العملية الواسعة والشاملة التي تتضمن الإجراءات التنفيذية لتحويل المواصفات والأحداث التعليمية إلى مصادر تعلم أو خطط دروس، كأنظمة تعليمية كاملة ومتكاملة، وإجازتها بهدف زيادة كفاءة التعليم وفاعليته عن طريق تطبيق مدخل منهجي منظم قائم على حل المشكلات يتضمن: التخطيط والتحليل والتصميم والإنتاج والتقويم والاستخدام والتحسين والنواحي المالية والإدارية.

وتعرِّف لجنة جمعية الاتصالات التربوية والتقنية (AECT) التطوير التعليمي بأنه: "أسلوب نظم لتصميم نظم تعليمية كاملة وإنتاجها واستخدامها، ويشمل ذلك جميع المكونات المناسبة وأنماط الإدارة لاستخدامها. التطوير التعليمي أكبر من تطوير المنتج التعليمي الذي يركز على منتجات منفصلة كما أنه أكبر من التصميم التعليمي الذي يمثل مرحلة واحدة فقط من الطوير التعليمي".

ومن خلال المقارنة بين مفهومي التصميم التعليمي والتطوير التعليمي نجد أنه بينما يهتم تصميم التعليم بتصميم برامج تدريسية مصغرة والاستراتيجيات التعليمية والمحتوى وعوامل التحفيز، إلا أن تطوير التعليم يهتم بنظم تعليمية متكاملة أي أنه أعم وأشمل من التصميم. ويمكن توضيح هذه الفروق فيما يلي:

التصميم والتطوير عمليتان متكاملتان ومتفاعلتان ولا يعمل أحدهما بشكل منفصل عن الآخر.

كلاهما يطبق مدخل النظم ويتبع خطوات منهجية محددة بما في ذلك عمليات التقويم والرجع.

التصميم له طبيعة تخطيطية حيث يهتم بوضع مواصفات التعليم على ورق، ومخرجاته هي مجرد مخططات نظرية للمواصفات، بينما التطوير له طبيعة تنفيذية حيث يهتم بتحويل هذه المواصفات إلى منتجات تعليمية صالحة للاستخدام مما يعني أن مخرجاته هي نظم تعليمية كاملة.

يتطلب التصميم معلومات ومعارف تربوية ونفسية وتطبيقية، أما التطوير فيحتاج إلى معامل وورش عمل للإنتاج والتقويم البنائي والنهائي.

التصميم قد لا يحتاج إلى إدارة مالية وإدارية، أما التطوير فلابد من وجود المصادر المالية والإدراية وتوجيه للمشروع.

التصميم عملية تسبق التطوير وبالتالي فالتصميم يعتبر جزء من التطوير.

التصميم التعليمي هو مجال فرعي من تكنولوجيا التعليم  وفي نفس الوقت هو جزء من التطوير، لأن التصميم هو الذي يمثل حلقة الوصل بين النظرية والتطبيق، ويدرس المشكلات ويتوصل لحلولها، أما التطوير فيهتم بالإجراءات التنفيذية للإنتاج والتقويم.


تعليقات